تجربتي مع ريجيم الدكتور حسين دشتي
عام واحد من عمري .. غيّر نمط حياتي
(( من كثر أكله ، قلّت صحته ، و ثقلت على نفسه مؤنته )) – علي بن أبي طالب (عليه السلام).
معاناتي
منذ سنوات أعاني من السمنة ، وزني يزداد عام بعد عام ، عانيت من ارتفاع ضغط الدم و عدم انتظام معدل ضربات القلب ، قمت بزيارة الأطباء محاولة مني للعلاج ، أكدًوا لي بأنه يجب عليّ ممارسة الرياضة و انقاص الوزن ، كنت أدرك ذلك .. لكن انشغالاتي اليومية تمنعني من ممارسة الرياضة ، كانت لي محاولات للإنتظام على الممارسة لكنها سرعان ما تفشل ، حاولت مراجعة بعض الأطباء المختصين بالتغذية و علاج السمنة ( الريجيم الكيميائي و ريجيم السعرات الحرارية) وقد كانت تخفض لي عدد من الكيلوغرامات من وزني ، لكن الإحساس بالحرمان و الجوع يجبراني على ترك فكرة الريجيم و الإستسلام ، فكان وزني يزيد بمعدل أكثر من فترة ممارسة الريجيم ! كلما شاهدني صديق قديم يذكر العبارة التي مللت من تكرارها على مسامعي ” ليش متنان ؟ ” (تعني : لماذا زاد وزنك عن السابق؟ ).
كيف بدأت الفكرة
في يوم من الأيام و الذي كان يوم التغيير .. لا زلت أحمد الله على هذا اليوم ، كنت جالساً اقلب محطات الفضائيات بالـ (ريموت كنترول) أشاهد و أتناول بعض الحلويات بنهم كعادتي اليومية المسائية ، شاهدت إحدى الفضائيات تعرض لقاءً لإخصائي التغذية الدكتور حسين دشتي الغني عن التعريف بعلاج السمنة ، بأسلوبه الممتع الذي أحياناً لا يخلو من الطرافة ، يشرح مخاطر السمنة و إحصائيات تثبت زيادة معدلات السمنة في الكويت ، بغض النظر عن الترويج لزيارة عيادته كان جل اهتمامه توعية المشاهدين بمخاطر الأمراض جراء كثرة الأكل و السمنة ، تضاربت الأفكار المتناقضة في رأسي ، على كلام الدكتور حسين ، أصبحت أرى مستقبل حياتي ، قد أكون واحداً بترت ساقه بسبب (غرغرينا) السكر ، أو شخص يرقد في المستشفى بشلل نصفي بسبب جلطة من الجلطات ، أو شخص يصارع أمراض الضغط و السكر و غيرها من الأمراض المستعصية فأجول ما بين عيادة و أخرى ، حكومي و خاص ، عملية جراحية أو علاج بالخارج ، كما هو حال البعض الآن ، أكون عالة على نفسي ، مصدر قلق على عائلتي ، أرجو الموت من ربي راحة لي و لغيري.
الشهر الأول : رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة
بعد أن أدركت المخاطر التي قد أكون ضحيتها مستقبلاً ، قررت زيارة عيادة الدكتور حسين دشتي ، قد يكون لي مصدر نجاة حاليا و مستقبلاً ، دخلت العيادة .. تلقيت استقبالاً رائعاً من موظف الاستقبال (محمد) البشوش صاحب الأبتسامة الدائمة ، حفاوة استقباله لجميع المراجعين جعلتني أشعر بأنه صديق قريب لي و ليس مجرد موظف استقبال ، شاشة الـ (البلازما) في قاعة الإنتظار .. تعرض حلقات ماضية للدكتور على الفضائيات يستفاد منها بعض المعلومات الصحية ، يمر عليّ (Tea boy) ليعرض بعض المشروبات الصحية : كولا دايت ، مياه معدنية ، شاي أو قهوة بسكر الريجيم ، باختصار ..لم أكن أشعر بطول الإنتظار بالرغم من ازدحام المراجعين.
قبل الدخول على الدكتور .. قاموا بفحص ضغط الدم ، الوزن ، كتلة الجسم ، نسبة الشحوم ، قياسات للخصر و الصدر و البطن ، من خلال أجهزة دقيقة عالية التكلفة ، جلست مع الدكتور حسين قرابة النصف ساعة ، استبشرت خيراً من كلامه ، للأمانة كانت نصائحة حريصة و شبيهة بالوالد لإبنه ، أحسست بأن رحلة انقاص الوزن سهلة جداً على عكس ما توقعت ، و أن هنالك بدائل لكل شيء ، بالرغم من كثرة أسئلتي له .. كان الدكتور مرحباً بالإجابة على الأسئلة و الاعتراضات بأسلوب واسع الصدر ، بناء على نصيحة الدكتور قمت بعمل بعض التحاليل ، كانت نتيجة الفحص : زيادة في ضغط الدم و الأملاح و الكوليسترول ، معرض للإصابة بالسكر ، طمأنني الدكتور أنه في كل الأحوال سيقوم بدعمي طالما كنت منتظماً بالبرنامج الغذائي و مراجعته من حين لآخر ، ما غادرت العيادة إلا أهداني كتابين من مؤلفاته ، أقراص ديفدي لحلقات عرضت له في الفضائيات ، منشورات جداول صحية مختصرة .
بدأت فعلياً بتطبيق البرنامج ، ابتعدت عن الحلويات و النشويات في المرحلة الأولى للتعويض عنها بأكل اللحوم و الأسماك و الدجاج و الخضروات ، في أسبوعي الأول كانت هنالك صعوبات بسبب التغير في العادات الغذائية ، غلب عليّ طابع تعكير المزاج و الغضب بسبب نقص السكريات في الجسم ، الا أنني اعتدت بدلاً عنها بتناول بعض المكسرات ، ممارسة الرياضة أصبحت ضرورة و عامل مساعد في حرق أكبر عدد من الشحوم ، درجة الحرارة في الكويت و عوامل الطقس (رطوبة و غبار) لا تسمح لنا بممارسة الرياضة ، إضافة أن أغلب المعاهد الصحية غلب عليها الطابع التجاري ، قررت أن أمارس رياضة المشي بأحد المجمعات التجارية المعروفة ، بدلاً من الاجتماع في المطاعم و الكافيهات لتناول الأطعمة ، فكانت تجربة ممارسة المشي بالمجمع بشكل يومي أو شبه يومي ممتعة إضافة إلى معرفة أخبار آخر التنزيلات و العروض في المحلات الشهيرة .
الشهر الثاني : بدء التفاؤل
مع بداية الشهر الثاني ، قمت بزيارة الدكتور ، فكانت بداية التفاؤل و البهجة ، بداية الأمل الذي طال انتظاره ، تبين لي أنني فقدت 7 كجم من وزني ، لم أكن أفقد هذا الوزن بأي نظام غذائي سابق منذ سنوات ، مما شجعني و أعطاني الحافز في الاستمرار في البرنامج و عدم الحياد عنه ، سمح لي الدكتور بتناول أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات على أن لا أتجاوز في هذه المرحلة عن عدد 25 غم للكربوهيدرات في اليوم الواحد ، في كتاب الدكتور حسين دشتي ” النظام الغذائي لعلاج الأمراض المتعلقة بالسمنة ” يذكر جميع المواد الغذائية و ما تحتويه من بروتينات و دهون و كربوهيدرات ، و بدأت أقرأ المعلومات الغذائية على سلعة أشتريها حتى لا أتعدى الـ 25 غم من الكربوهيدرات في اليوم الواحد .
أدركت في هذه المرحلة أني على الدرب السليم و أنه يجب مراجعة أخصائي تغذية عند القيام بأي نوع من أنواع الريجيم.
الشهر الثالث : شهر رمضان
في شهر رمضان ، اعتدت قليلاً على معرفة نظام الغرامات اليومية المسموحة للنشويات ، كانت نصيحة الدكتور بأن لا أتجاوز عدد 40 غم من النشويات على الأفطار ، و السحور = صفر غم ، و ما بينهما ( الغبقة) التخفيف قدر الإمكان ، فكان الأفطار مقتصراً على بضع تمرات + شوربة + لبن + مشويات + خضروات ، أحاول التغيير من يوم لآخر بإضافة لقمة حلويات واحدة فقط ، أو سمبوسة أو كبة واحدة فقط ، كما أن سكر الريجيم يعد عاملاً مساعداً بإضافته على بعض المأكولات أو المشروبات بدلاً من السكر العادي ، بعد الأفطار مباشرة كنت أمارس رياضة المشي للإستفادة من حرق الشحوم و خفض الوزن ، كانت النتيجة بعد شهر رمضان فقدت 5.5 كجم من وزني على الرغم من الأغراءات الغذائية في الموائد و الغبقات الرمضانية.
الشهر الرابع : شحذ الهمة
لم أكن أتوقع الوزن الذي وصلت إليه في هذه المرحلة ، شحذت همتي لكي لا أضيع كل ما قمت به ، أحياناً أحسست بالملل من ممارسة الرياضة و لكنني استعضت عنها بزيادة الحركة الجسمانية في اليوم ، بدلاً من استخدام المصعد أستخدمت السلم ، بدلاً من ركوب السيارة للذهاب إلى مشوار قصير مثل الجمعية أو أي مكان كنت أذهب إليه ماشياً ، بدلاً من استخدام التلفون للإتصال بزميل في العمل كنت أذهب إلى مكتبه ماشياً ، تعودت على الحركة و المشي حتى لو لم أمارس الرياضة ، أحسست بأمور تغيرت في صحتي ، راحة في النوم ، خفة في الحركة ، مزاجية أفضل .
الشهر الخامس : New look
عند زيارتي لعيادة الدكتور ..فرحت كثيراً عند قياس ضغط الدم لدي فقد أصبح في معدله الطبيعي ، ذلك يعتبر رداً مفحماً على المعارضين لنظام (أتكنز) الغذائي بزعمهم أنه نظام غير صحي و خطر على ضغط الدم ، بان عليّ مظهري الجديد (New look ) بأني فقدت العديد من الكيلوغرامات من وزني ، فأصبح كل من يراني من المقربين يسألني : صاير ضعفان ؟ (يعني لماذا فقدت هذا الوزن؟) ، عجبت من أمر الناس .. لا تعجبهم الزيادة ولا النقصان ! الغالبية منهم كان يسالني عن كيفية فقد هذا الوزن و هم ما بين مؤيد و معارض.
شهري السادس و السابع : مهما تغيرت الظروف
بمساعدة من مواقع الإنترنت و كذلك بعض البرامج لجهاز (الآيفون) لمن يتبع نظام (آتكنز) الغذائي .. انتظم برنامجي الغذائي فكنت أعلم جيداً كل طعام و ما يحتويه من كمية الكربوهيدرات ، و قد أكون بعض المرات أتجاوز و آكل الأطعمة الممنوعة في الولائم و العزائم ، لكن يظل لديّ حد يومي و أسبوعي لا أتجاوزه ، كما أنه توجد بعض المحلات التي تختص ببيع مواد غذائية خاصة قليلة السكر و النشويات ، لذيذة الطعم مثل : البسكويت و الكيك و الشوكولاتة و غيرها .
صادف أني سافرت في رحلة إلى لندن ، استغللت فرصة الجو اللطيف و الحدائق العامة هنالك في ممارسة المشي قدر الإمكان بدلاً من ركوب التاكسي أو الباص ، حينما عدت وجدت أن وزني قد قلّ خمسة كيلوجرامات أخرى ، في السفر .. لا يشترط أن يكون تناول الطعام ضرورة بدلاً من التمتع بالتنزه و المشي في الطبيعة الخلابة.
الشهور الأخيرة : انجاز يتحقق
بالرغم من تباطؤ عملية نقص الوزن عن السابق .. إلا أنني لا زلت معتاداً على تناول نوعيات محدودة من الأطعمة بكميات محددة ، كما أن ممارسة الرياضة و الحركة اليومية عندي أمر لا بد منه ، فكان وزني يتناقص شهراً بعد شهر ، اضطررت إلى التبرع بملابسي القديمة و شراء ملابس جديدة ، تغير مظهري كلياً ، تغيرت عاداتي ، باختصار .. ريجيم الدكتور حسين دشتي في عام واحد من عمري جعلني أغير نمط حياتي ، سأكون محافظاً على هذا النمط ، إذا كانت هنالك اخفاقات حتما سأعود إلى هذا النظام لكي يعيدني إلى وزني المثالي ، في زيارتي الأخيرة لعيادة الدكتور أبلغني بأنني أبليت بلاء حسنا ، فخلال عام واحد .. نقص ما يزيد عن 29 كجم من وزني فتغير نظام حياتي ، دون اللجوء إلى عقاقير التخسيس أو عمليات شفط الدهون، ما كان عليّ إلا أن أعبر عن فرحتي بالتقاط صورة تذكارية مع الدكتور حسين شخصياً ، فطلب مني كتابة تجربتي في نظامه الغذائي ، فما كان لي أن أشكر الله سبحانه و تعالى ثم أشكر الدكتور حسين دشتي على مساعدتي ببلوغ هذا الحلم الذي تحقق ، آملاًَ أن يتحقق للآخرين ما تحقق لي .
محمد شاكر جراغ
منشور في كتاب النظام الغذائي لعلاج الأمراض المتعلقة بالسمنة – الجزء الثالث – الطبعة العاشرة ٢٠١٠ – البروفيسور حسين دشتي
العليقات (1)
20 ديسمبر 2012 الساعة 1:53 م
ماشاء الله
بصراحة وان كان الموضوع قديم
لكني حبيت تبدي اعجابي بالتجربة
سمعت انه رجيم اتكنز نتائجه خيال
بس ماتوقعت ان احد يقدر يستمر عليه كنمط حياة
ربي يقويك شجعتنا