مدونة رسالي .. للأدب و الفن الرسالي

اعداد الممثل دوره على نظريات ستانسلافسكي

24 أبريل, 2013
1344178539Sunil Prem Vyas Darpan Theatre and Cine Arts Mamta Bhatia Mumbai Workshop Vinita Iyer Acting Theatre Theater Drama Classes Stage Films Art Creative Group School actor writer director cinema creativity

اعداد الممثل دوره على نظريات ستانسلافسكي

الروسي ستانسلافسكي اول من وضع نهج الممثل و ملامحه الحقيقة و كتابه  (اعداد الممثل) و غيرها من مؤلفاته اساسيات يصعب على أي ممثل الاستغناء عنها (و كما يطلق عليها دستور الممثل) .

ستانسلافسكي انه كان يردد : ” أن الممثل يختلف عن العازف أو راقص الباليه أو غيرهما من الفنانين في أنه “محروم من التمارين، لأنه لا يدري كيف ينبغي له أن يتمرن، فهو لا يعرف العناصر التي يتألف منها فنه، وليست لديه نظرية “. وقد أنفق حياته الفنية المديدة باحثاً عن هذه “العناصر” التي يتألف منها فن الممثل وعن المقدمات الضرورية لخلق أدوار حية، مقنعة على المسرح .

يحدد ستانسلافسكي مسبقا هدف البحث في المضامين وأفعالها من خلال التمرين مع الممثل قبل صعوده على الخشبة . وكيف عليه أن يكون مقنعا مقبولا متلائما مع نفسه دوره بكامل شكلا ومضمونا و بمنطق لا يقبل الشك ، يحتم عليه أن يعيش الواقع على المسرح لا أن يمثله ، هذه الحتمية تلزمه أن يكون حيا ، حيويا ، يتنفس الحياة بصدق ويضفي على الخشبة حضورا حيا ، ذو نظام يستند إلى القوانين الطبيعية في الحياة ، شرط امتلاكه التلقائية المطلوبة على المسرح التي تجعل من الصعوبة عادة ، وعادة سهلة تمتزج مع شروط التمثيل في ، المزاج ، الضبط ، العدالة ، الابتعاد عن الميكانيكية . وهنا يكمن الإبداع في مفهوم ستانسلافسكي : (أن تكون طبيعيا) ذا موهبة للوصول إلى شخصية الممثل الناجح الذي يمتلك الشروط التي حددها ستانسلافسكي والتي يعتبرها مهمة جدا في فن التمثيل .

لقد أكد ستانسلافسكي في أن المعرفة الإبداعية هي وحدها أساس نظامه وهي وحدها التي تقود إلى الصدق ، وان المعرفة الحقيقية لها هي التي تخلق الربط بين الدرس (المسرحية) والممارسة (التجسيد) في رصانة عمل الممثل ، وبالتالي التزام القيم العليا في العرض المسرحين ، لقد نجح في تشكيل جوهر التقاليد التقدمية لفن المسرح الواقعي ،  كما نجح في ترصين روح التجريب الخاص بفن الممثل والتكنيك الخاص بعمله على الدور ومع نفسه ،  تمكن من توضيح طرق التحولات التي توصل الممثل إلى الأساليب التي تساعده في التجسيد والمعايشة على خشبة المسرح .

هذا الامتزاج للنظرية (النظام) و تطبيقها هما اللذان شكلا البناء العظيم الذي أسس له ستانسلافسكي وطوره من خلال عمله الطويل ، مربيا ، ومخرجا في الحياة ، والمسرح.

 

كيف يعد الممثل لدوره ؟

 نظام ستانسلافسكي حدد الشكل في الإعداد الحرفي للمسرحية : من وجهة نظره التي حددها كمطلب أساسى أطلق عليه أسم (أسس وقواعد عمل الممثل )  أي ممارسة القيادة في إعداد الدور .  

 يطلق على  منهج ستانسلافسكى بأنه ” بناء الدور المسرحى من الداخل أو خلق المقدمات السيكولجيه اللازمة لولادة الدور بصورة عفوية على خشبة المسرح  دون اللجوء الى الايماءات والوسائل المستهلكة التى ترافق عرض المسرحية للمرة الاربعين او الخمسين اى يتحول كل عرض مسرحى الى اباداع جديد ويزخر بالمفاجآت حتى مع الممثل نفسه ” .
 

كيف يحلل الممثل دوره ؟

إن تحليل الدور يعنى استجلاء مختلف المعلومات الخلقية والعقلية والاجتماعية التى تتكون منها الشخصية الدرامية ، وافضل سبيل الى الاحاطة بمقومات الشخصية أن تحاول عن طريق استقراء النص الاجابة عن هذين السؤالين:

  • من هى هذه لشخصية ؟
  • ما هدفها فى صلب العمل ( ماذا تريد ) ؟

 

1-  من هى هذه الشخصية ؟

عناصر  الاجابة على هذا السؤال :
1- عمر الدور المسرحى .
2- جنسيته .
3- مهنته  .
4- ماهى الطبقة الموجود بها ؟
5- مركزه الاجتماعي .
6- وضعه العائلي .
7-  نوعية علاقته بالآخرين .
8- مزاجه .
 9-  منطقه .
10- دوافعه النفسية .

بالاضافة الى تفاصيل أخرى يكشف عنها النص .

معاناة الدور :
وبالتالى على اساس هذه المعرفة يستطيع الممثل ان يكمل النص بشتى الوقائع بمخيلته وما تحفل به ذاكرته من صور وانطباعات ، وقد تستلزم طبيعة الدور أن يخرج الممثل الى المجتمع ليراقب عن قرب اناثا يماثلون بطله فى المهنة او الوضع الاجتماعى او احالة الصحية وغير   ذلك .

ان على الممثل وفقا لمنهج ستاسنلافسكى ان يؤلف فى ضوء ما لديه من معطيات سيرة كاملة للشخصية التى يؤديها وان يجعل فى ذهنه صورة حسية دقيقة لسائر ظروفها المرتبطة بما يجرى على المسرح ولو ارتباطا غير مباشر وهذه مهمة صعبة ولكنها ممكنة إذا اكتملت فى الممثل شروط الاعداد المهنى التى تحدثنا عنها .

 انها فترة صيرورة الدور بكل عناصره الادبية وجزئياته وظروفه المفترضة جزء من العالم الداخلى للممثل وهذا لا يعنى ذوبان الممثل فى دوره كليا بل الامتزاج والتكامل بين الممثل والدور ، فكما ان الممثل يتكيف ليلائم دوره كذلك فإن الأخير يتلون بشخصية الممثل وذلك مثل الممثل الروسى ” بندرتشكوك ” والممثل الانجليزى ” لورنس اولفيه ” يؤديان دور ” عطيل ” على الشاشة وان كلا منهما قد ادى دوره أداءا مختلفا وبأسلوبه الخاص دون ان يخرج عن الصورة اتى رسمها شكسبير .

 

مقومات وصول الممثل لمعاناة الدور

 ولا يصل الممثل دفعة واحدة الى مرحلة المعاناة الحقيقية للدور بل يصل اليه من خلال العمل الدؤب والمحاولة المتكررة والاحتشاد الذهنى الطويل ومن الخطأ الاعتقاد بأن جهد الممثل فى هذه المرحلة مقصور على المشاركة فى التدريبات مع الممثلين الآخرين ، فهو مطالب فى الوقت ذاته بأن يواصل اعداد دوره على انفراد باحثا عن انسب الاشكال والوسائل التعبيرية لكل جزء من أجزائه فهومطالب بأن يحول سيرة البطل المسرحى الى سيرة ذاتية وأن يتحسس الضرورة الكامنهة وراء عبارة يقولها البطل أو تصرف ياتيه وخلال التدريبات التى تجرى مع بقية الممثلين تحت اشراف المخرج يتبلور احساس الممثل بالدور وتزداد معاناته عمقا ويكتسب اداؤه الايقاع المنسجم مع ايقاع المسرحية العام وتتضح لديه بالتدريج الاشكال الفنية المناسبة للتعبير عن عالم بطله الداخلى ومن هنا كان تركيز ستانسلافسكى على أهمية لتدريبات المتواصلة

مرحلة التجسيد

فهى اهم المراحل بالطبع لاتها الصورة المكتملة التى تقدم الى الجمهور وقد كان ستانسلافسكى يطمح الى خلق حياة حقيقية على المسرح ترتبط فيها العناصر الروحية والجسدية ارتباطا تلقائيا طبيعيا كما فى الحياة نفسها وهذا لا يتحقق الا إذا ظل الممثل يحترق كل ليلة على خشبة المسرح ويعيش أحداث المسرحية وكأنه يواجهها للمرة الأولى أما إفراغ الدور فى قالب ثابت حتى وإن كان هذا القالب حصيلة مرحلة سابقة من المعاناة الفعلية فلن يخلق الحياة المرجوة على المسرح لأن الممثل مهما كان بارعا فى تقنيته لا يمكن ان يثير عواطف الجمهور بينما هو نفسه فارغ القلب ساكن الأعماق .

وتشخيص الدور حركيا وعمليا هو الجزء العمى الميدانى عن طريق الحركة الطبيعية وذلك من خلال تقسيم المخرج المسرحية الى احداث وكل حدث يتكون من مجموعة من الافعال التى تشكل التجربة الواقعية وينطلق الممثل من فهم الاحداث الصغرى  حتى يصل الى الاحداث الكبرى.

وعند بداية المسرحية لابد وان يستخدم الممثل كل اعضائه وفطرته ويركز على العمل ويعايشه فكريا وحدثيا وعاطفيا وبكل تلقائية وحركة طبيعية أى أن يدمج روحه فى العرض المسرحى من أجل إرساء الفن الدرامى على القانون الطبيعيى والحقائق الانسانية  .

القراءات :17036

إضافة تعليق

احدث التدوينات

الأرشيف
بحث عن :
شبكاتي الاجتماعية
Untitled 1



 

                                                                    
                             مدونة رسالي - محمد شاكر جراغ © كافة الحقوق محفوظة 2010-2013 
                                                                 www.jaraq.net