روايات هاري بوتر لكاتبتها جوان كاثلين رولينغ من أكثر الكتب رواجا لدى القراء، فالكبار يقرأونها قبل الصغار، وعند الاعلان عن صدور أي نسخة من رواياتها تزدحم المكتبات، وينتظرها الملايين بلهفة، وقد صدر عن السلسلة 6 أجزاء، نشرت أولى رواياتها من سلسلة هاري بوتر عام 1997 بعنوان “هاري بوتر وحجر الفلاسفة”، بعد أن ظلت تبحث عن دار نشر لمدة عامين، ومن ثم “هاري بوتر وغرفة الاسرار” والثالث “هاري بوتر وسجين ازكابان”، وقد تم تحويل الروايات الثلاث الاولى الى أفلام سينمائية لاقت نجاحاً منقطع النظير، ” والجدير بالذكر ان شركة “ايه او ال تايم وارنر” هي المسؤولة عن تحويل رواياتها الى أفلام سينمائية.
وأصدرت الجزء الرابع هاري بوتر وكأس النار، والخامس هاري بوتر وطائر الفينيق، وقد صدر الجزء السادس في تموز 2005، بعنوان ” هاري بوتر والامير نصف الشقيق”، بـ 607 صفحة، ونشر في بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا، استراليا، نيوزيلندا وجنوب افريقيا، وتحتفظ شركة سكولاستيك بحقوق نشر روايات هاري بوتر في الولايات المتحدة ، وقد صرحت الكاتبة أن الجزء السابع هو الأخير من السلسلة.
وقد انشغل المثقفين والكُتاب بتحليل سر إقبال الأطفال على قراءة رواية بهذا الحجم، فلقد استقطبت روايات هاري بوتر جميع أطفال العالم بمختلف جنسياتهم، ودياناتهم فلا فرق بين أوروبي أو أمريكي أو عربي، و حدت أطفال العالم تحت راية القراءة بالرغم من ترجمة الروايات الى 60 لغة أحدثها اللغة الهندية لم تفقد لمسة الإبداع فيها.
من هي رولينغ؟
ولنتعرف على أسرار غرفة القراءة لدى هاري بوتر لا بد من التعرف على كاتبتها، فهي المؤلفة جوان كاثلين رولينغ كاتبة بريطانية، تبلغ من العمر 39 عاماً، اسكتلندية من مدينة ادنبرة، حين بدأت بتأليف روايتها الأولى من سلسلة هاري بوتر كانت مطلقة و أم لطفلة وتعاني مشاكل مادية كبيرة وتعيش من إعانات الدولة البريطانية، والآن تصنف ضمن أغنى نساء العالم، فثروتها تقدر بستة مليارات دولار بعد أن حققت رواياتها نجاحا ساحقا في جميع انحاء العالم، بالاضافة الى انها تعتبر من أعلى مؤلفي العالم دخلاً، لقد قدر دخلها عام 2002 بـ 125 مليون جنيه استرليني.
وتصنف رواياتها ضمن القصص الخيالية او الاسطورية، وهي قصة لطفل يكتشف قوة السحر في نفسه استخدم مهارته في التحليل والتركيب بعد ان التحق بمدرسة السحرة، تغوص بك في عالم السحر والغموض والمغامرات، و التركيبات السحرية للاعشاب والنباتات والحشرات، كما تحتوي على الفراشات الملونة والوطاويط والقطط، والثعابين والمخلوقات الغريبة.
الأسرار العشرة:
أولاً: نجحت الكاتبة في أن يجد كل طفل نفسه في هذه القصة، اأ نجحت في أن تخاطب أطفال العالم بلغة واحدة من خلال المحتوى فهو المغناطيس الذي يجذبهم.
ثانياً: يحتاج الناس الى الهروب من واقع الحياة الملئ بالمتاعب والهموم والكوارث والمشاكل، فمثل هذه النوعية من القصص تكسر حاجز الزمن لتطير بك الى عالم خيالي كل منا يحلم به في احلام اليقظة ليحقق من خلاله ما لا يستطيع ان يحققه في حياته الواقعية.
ثالثاً: اعتبر بعض النقاد أن كتابها الاول كان أكثر عمقا وإبداعا مقارنة بالثاني، فالمعاناة أم الاختراع، لقد بدأت بكتابة روايتها الاولى وهي في معاناة كبيرة ومسؤولة عن طفلة تؤلف كتبها في مقهى من مقاهي ادنبرة وهي تحمل طفلتها على كتفها او نائمة في كرسيها، فهي مثل أي أم وحيدة كانت تطمح أن تجد مصباح علاء الدين السحري لتحقيق أمانيها وان تضمن الحياة الرغدة لطفلتها، فأطلقت العنان لخيالها الواسع لنقرأه على الورق بقلمها السحري.
رابعاً: من سمات مرحلة الطفولة” اللعب التخيلي” فكثير من أطفالنا يلعب دور الشرطي أو رجل الإطفاء ومنهم من يلعب سوبرمان او سبايدرمان، وكثير من أطفالنا يعود بعد يومه من المدرسة ليقص لنا حكاية من وهم خياله عن بطولاته التي قام بها عند الدفاع عن صديق له، فلماذا الدهشة من النجاح الذي حققته روايات هاري بوتر، فما هو إلا خيال الطفل الواسع الذي يريد أن يتخطى به المحيطات ووجده مع هاري بوتر.
خامساً: بعض الآراء انتقدت روايات هاري بوتر واعتبرتها اقتباساً من قصة سيف بن ذي يزن والبعض الآخر اتهمها بأنها مقتبسة من الأساطير الفرعونية القديمة، وكاتب آخر اعتبر ان فكرة العصا السحرية مستوحاة من قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون، كل ما تقدم يؤكد بأن الكاتبة قارئة ومثقفة ومطلعة على ثقافات الغير، وأثبتت مهارتها باستخدام الأفكار الرئيسية وخلقت منها عالما آخرا يدور في فلكه الطفل وهو عالم الخيال.
سادساً: أكدت دراسات عديدة ان قراءة الروايات الخيالية والأساطير تنمي لدى الطفل التفكير العلمي والاتجاهات الايجابية و أصبح الخيال العلمي يدرس في العديد من مدارس وجامعات الدول المتقدمة، وقصص الاساطير تعتبر من أقدم أنواع الكتابة القصصية وتعتمد كثيرا على الخيال الواسع اللامعقول، نجحت الكاتبة بتطويع هذه المعلومات العلمية من خلال قلمها لترسم لنا واحدة من أجمل روايات القرن والتي دخلت بالتأكيد الى موسوعة جينيس بأرقامها ومبيعاتها.
سابعاً: ومن أسرار إقبال الأطفال على روايات هاري بوتر اجابت الكاتبة أنها ليست كتباً مدرسية، وهدفها الرئيسي كيف يستمتع الأطفال بحياتهم من خلال خيالهم.
ثامناً: الدعاية والإعلان المنظم والضخم الذي يرافق الرواية لعب دورا في جذب انتباه الناس، وهذا ما تفتقده المجتمعات العربية، فعلقت احدى دور النشر المصرية ان قلة مكتبات بيع الكتب هي سبب من أسباب عدم انتشار الكتاب والترويج له بشكل واسع.
تاسعاً: حقوق المؤلف محفوظة في المجتمعات الغربية، مما يشجعه على الكتابة والابداع، بينما حقوق المؤلف مهضومة في المجتمعات العربية من خلال دور النشر، فنسبة بيع الكتاب لا تتجاوز عن 5 الآف نسخة ويذهب جزء منها للاهداءات، والجدير بالذكر أن الدول العربية مجتمعة تنشر من الكتب في عشرين سنة ما تنشره دولة أوروبية واحدة في سنة واحدة.
عاشراً: المجتمعات الغربية تهتم بالقراءة كثيراً، يقرأون في كل مكان في المترو، الباص وفي عيادة الأسنان، بينما العديد من المثقفين العرب يوجهون الاتهام إلى القراء، فالمجتمعات العربية لا تهتم بالمعرفة وليس لديها الرغبة في القراءة بسبب انتشار الفضائيات، وألعاب الفيديو والانترنت، مما جعل الطفل يعتمد على المعلومة المرئية السريعة، وحسب إجابات العديد من دور النشر في مصر، أنه لم يسبق لرواية للاطفال أن حققت مبيعات قياسية كما فعلت روايات هاري بوتر.
انجازات هاري بوتر:
أرقام مبيعات روايات هاري بوتر حققت مبيعات تجاوزت كل ما أصدرته دور النشر في العالم أجمع:
• بيع من الجزء الاول ” هاري بوتر وحجر الفلاسفة” 372 الف نسخة خلال اليومين الأوليين من عرضه في المكتبات، بيعت الرواية الاولى بالملايين وتم إعادة طبعها مرة أخرى.
• الجزء الخامس” هاري بوتر وطائر الفينيق” صدر عام 2003 بيع منه 5 ملايين نسخة خلال 24 ساعة من صدوره، وقد ارتفع فيما بعد الى رقما بلغ الى ربع مليار نسخة.
• وصلت مبيعات أول خمسة كتب الى 250 مليون نسخة، وفي إحصائية أخرى ان المبيعات وصلت الى 275 مليون نسخة.
• طبع حوالي 10 ملايين نسخة من الجزء السادس كما ورد عن باربرا ماركوس رئيسة دار نشر سكولاستيك الامريكية.
• حطمت رواية هاري بوتر كل الأرقام القياسية في كتب الاطفال وتحولت الأجزاء الثلاثة الاولى الى أفلام سينمائية حققت أكثر من 5 مليار دولار.
• وقد حقق عرض فيلم “هاري بوتر في مدرسة السحرة” في الأسبوع الأول من عرضه 82 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا 2001، بينما بلغت كلفة الفيلم 125 مليون دولار، أما الفيلم الثالث “هاري بوتر وسجين أزكابان”، قد تصدر قائمة إيرادات السينما بأمريكا الشمالية في أسبوعه الثاني فوصلت إيراداته الى 158 مليون دولار.
• باعت دار نشر سكولاسيتك الأميركية حوالي 103 ملايين نسخة من الروايات الخمس السابقة لسلسلة هاري بوتر.
• تصدرت الكاتبة في العديد من قوائم الأثرياء في العالم، فحسب قائمة صحيفة ( ذي ميل اوف صنداي) البريطانية، كانت هي من بين 29 مليارديرا.
• بناء على التصنيف السنوي لكبار أثرياء العالم الصادر عن مجلة فوربس، وقع الاختيار على الكاتبة لتكون من ضمن أهم 100 شخصية عالمية، واحتلت المرتبة 34 فيما يخص الثروات عام 2004.
• قامت مؤلفة سلسلة هاري بوتر ببيع الكلمات التي كتبتها بخط يدها 93 كلمة ب 24 ألف جنيه استرليني، متبرعة بالمال الى الجمعيات الخيرية الدولية القائمة في 40 دولة فقيرة بالكتب المختلفة مجاناً.
القراءات :6847