مدونة رسالي .. للأدب و الفن الرسالي

العلاقة المثالية ما بين المخرج و الممثل

06 أغسطس, 2011

العلاقة المثالية ما بين المخرج و الممثل

يعتقد كثير من السينمائيين أن أهم وظيفة للمخرج هي استخراج أداء جيد من ممثليه ، و تعتمد هذه النظرية على أن المتفرج قد يغفر الأخطاء الفنية إذا كان الأداء التمثيلي مقنعاً و مؤثراً ، وفي المقابل فإن الجمال الفني في تكوين الكادر , والإضاءة , وحركة الكاميرا قد لا تعني شيئاً بالنسبة للمتفرج إذا كان الأداء ضعيفاً . لذلك يجب أن يحاول المخرج الناجح تعديل أسلوبه فيما يختص بالجانب التمثيلي ليتناسب مع أسلوب الممثل في العمل للوصول إلى أفضل النتائج .


أسلوب المخرج و أداء الممثل في الأحوال المعتادة هو قيام المخرج بشرح رؤيته للشخصية التي سيقوم الممثل بتمثيلها ,تاركاً له فرصة الرجوع إلى مصادره الخاصة للوصول إلى الطريقة المناسبة في تجسيد الشخصية ، بعد ذلك يعمل الاثنان معاً لتحسين الأداء ، وإذا ظهر خلاف في الرؤية بين الممثل والمخرج , عندها يجب أن يتناقشا سوياً للوصول إلى رؤية واحدة . ومع ذلك فالقرار النهائي يعود إلي المخرج وحده ، وهناك ظروف يكون من المهم أن يفرض المخرج فيها أسلوباً في الأداء على الممثل , فمثلاً عند التعامل مع ممثلين غير مدربين يتحول المخرج إلى معلم , ويكون عليه الانفصال عن أسلوبه الشخصي في التمثيل . و في الحالات التي يجد فيها ممثل ذو خبرة مشكلة في الأداء , فسوف يكون في الأغلب مستعداً للاستماع إلى نصائح المخرج واقتراحاته .

و للحصول على أفضل أداء للممثل يجب اختيار أفضل الطرق لتحفيزه على تقديم كل ما لديه ، ومن القواعد التي يجب مراعاتها توجيه الممثل بأسلوب يشجعه على أن يكون إيجابياً ومطوراً لأدائه ، ورغم ما قد يبدو في هذا من مبالغة , فإن اللغة التي يستخدمها المخرج في توجيه الممثل قد تغير كثيراً من النتائج التي يحصل عليها ، و أول ما يجب تفاديه هو أن يطلب من الممثل بشكل مباشر تعبيراً معيناً , كأن يقال له مثلاً : حاول أن تبدو أكثر غضباً . هذا الشكل من التوجيه ربما يتسبب في أن يفتعل الممثل التعبير المطلوب ،  و الأفضل أن يحاول المخرج تركيز توجيهاته على الأسلوب الذي سيؤدي به الممثل , وليس على النتيجة التي يريدها من الممثل ، ويعني هذا استخدام أسلوب مختلف في مخاطبة الممثلين والتركيز على ما يساعدهم فعلياً في عملية توليد المشاعر المطلوبة بداخلهم ،  فمثلاً إذا كان الموقف التمثيلي هو لزوج و زوجة يتشاجران , والزوج يسخر من زوجته ، فبدلاً من إخبار الممثلة أنها يجب أن تغضب , يمكن تحفيزها بتحريضها على جعله يتوقف عن السخرية منها , من خلال جمل مثل “لا تسمحي له بالسخرية منك” و ترك اختيار الوسيلة لها ،  هذا الأسلوب يدفع الممثل للتفكير في تركيبة الشخصية التي يجسدها , و محاولة استخراج هذه المشاعر من بين مفرداتها ، وعند فشل كل الحلول الأخرى , يلجأ المخرجون إلى حلول جذرية للوصول إلى الأداء المطلوب , و لا تحظى هذه الحلول غالباً برضاء الممثلين , كاستفزاز الممثل على المستوى الشخصي ليتمكن من الأداء الغاضب الذي يريده المخرج مثلاً .

لذلك لابد أن يتعامل المخرج مع الممثل بنفس حرصه على التعامل مع العناصر البصرية , ويتطلب هذا بالطبع فهماً جيداً لطبيعة الحرفة .

القراءات :6639

إضافة تعليق

احدث التدوينات

الأرشيف
بحث عن :
شبكاتي الاجتماعية
Untitled 1



 

                                                                    
                             مدونة رسالي - محمد شاكر جراغ © كافة الحقوق محفوظة 2010-2013 
                                                                 www.jaraq.net