تعريف الخاطرة :
هي لون من ألوان الكتابة النثرية يتناول فكرة طارئة يفيض عليها الكاتب من مشاعره ، أو هي ومضة من ومضات الفكر محملة بالمشاعر .
و الخاطرة من جنس فن المقالة تعتمد على الانفعال الوجداني والتدفق العاطفي وتميزت بالتركيز على فكرة واحدة واختصت بالتعبير عن الأحاسيس و المشاعر و ما يجيش من عواطف و أفكار ، و لذلك سميت خاطرة من خطر الشيء بباله و جاش الشعر بخاطره .
كيف تكتب خواطرك ؟
- أن تأنس في نفسك الملكة الأدبية وهي موهبة من الله يختص بها من يشاء من عباده .
- أن تملك وتجمع علماً و ثقافة عامة و خبرة و تجربة حول الموضوع الذي خطرت لك الكتابة فيه ، و اعلم أن القوة الأدبية البارعة تختلف بين الكتاب اختلافاً نسبياً كل حسب تحصيله و قراءته في مجال الفن الأدبي و أدوات البلاغة المؤثرة ، ولكن هذا لا يمنع خاصة في كتابة الخاطرة أن نقرأ للذين يكتبون نتيجة ضغط نفسي شديد إذ الكتابة نوع من أنواع التفريغ و الارتياح عند كثير من المنتسبين للأدب و لما يتمكنوا من آلته و أدواته و أساليبه .
صور الخاطرة
للخاطرة صورتان رئيستان :
1) الخاطرة الشفوية : و هي كلمة موجزة قصيرة يلقيها المتكلم من أجل التنبيه على قضية أو مسألة محددة دون استطراد أو إطالة و إلا صارت درساً أو خطبة و هذا النوع نراه عند أماكن تجمع الناس في المساجد أو المدارس أو الجنود و في المؤتمرات و المخيمات، و استقبال الوفود في المناسبات .
2) الخاطرة الكتابية : و هي أسلوب أدبي سهل ممتع جذاب يغلب عليه الجانب الوجداني ، و إلا صارت مقالا أو ترفاً فكرياً و فيها توصف بعض الخواطر باللؤلؤ المنثور لروعة كلماتها ورقتها وجمالها و الجمال من قوة التعبير و التصوير و التماسك الفكري و الرمز و التوجيه الشفاف .
و تتنوع الخاطرة حسب موضوعها و اتجاه كاتبها فقد تكون تربوية أو دعوية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو عاطفية ، و تشارك الخاطرة المقالة في نسيجها و بنائها المحكم ، ووضوح شخصية كاتبها ، و تبتعد عنها في كونها عبارة عن فكرة عابرة غير مكتملة استدعتها العفوية و أسلوب العصر .
صفات الخاطرة :
ـ أنها ذهنية عارضة تحتاج إلى ذكاء و يقظة .
ـ يغلب عليها الجانب الوجداني على الجانب الفكري ( الإحساس الصادق و العواطف الجياشة ).
ـ ليس لها مجال أو موضوع محدد .
ـ لا تحتاج إلى أدله و براهين عقلية أو نقلية .
ـ أنها تلائم عصر السرعة الذي نعيش فيه .
ـ سهولة التوجيه و الفهم إلى مختلف النزعات و الميول و الثقافة .
ـ لا تلتزم الخاطرة بأسلوب معين ..فقد يكون الكاتب جاداً موضوعـيا ً وقد يكون ساخراً متهكـماً وكثير من الناس يعتقد أن الخاطرة وثيقة تحمل بين طياتها الحزن و الكآبة و الألم وهذا غير صحيح بل هي مساحة واسعة للخواطر و المشاعر الصادقة من فرح و حزن و حـب وشوق و فخر و عزة .
خصائص اللغة و الأسلوب في الخاطرة :
ـ العنوان المشوق و الجناس الرشيق و قد يكون ثابتاً ، و يفضل أن يكون مقتبس من سياق الخاطرة قوي التعبير عميق المعنى ومؤثر في النفوس .
ـ التكامل الفني من بدء و عرض وخاتمة و يسمى العرض العقدة أو المغزى أو الهدف و هو المعنى و الروح الحركية التي تشد القارئ و تجذب الانتباه و تحقق خاصية التشويق .
ـ الفكرة الواضحة و التوازن في الجمل و الألفاظ المترادفة .
ـ حسن اختيار الألفاظ المناسبة معنى و لفظاً .
ـ القدرة على كسب الانسجام و الإبداع مع الموضوع و القراء و الزمان و المكان .
ـ التلاؤم و رشاقة الإيحاء و التصوير الجميل .
ـ الحس الفني الرفيع و الصنعة المطبوعة .
ـ الاختصار البارع و البعد عن الإطالة و الإسهاب .
ـ التوقيع بالجرس الموسيقي و حس المسؤولية .
من الأخطاء في كتابة الخاطرة :
ـ الجمود و الجفاف العاطفي و التقليد و انفصال القناعة عن الكتابة .
ـ ضعف الجاذبية و سوء اختيار الموضوع .
ـ صعوبة الألفاظ و غموض الكلمات و ضياع الهدف .
ـ طغيان المقدمة على العرض و بعد الخاتمة عن المقدمة .
ـ التكرار و الكلمات الزائدة التي لا تضيف شيئاًَ .
ـ قسوة العبارة و شتات الفكرة و الاستطراد ( فقدان خاصية التركيز على فكرة واحدة رئيسة و هي من أهم سمات الخاطرة ).
ـ استخدام الكلمات و العبارات العامية و هذا ينم عن فقدان النضج والتأهل .
ـ التعميم والتجريح و الوقوف موقف الآمر الناهي وهذا من التعالي .
توجيهات لمحبي كتابة فن الخاطرة :
- لتكن خاطرتك نابعة من القلب .
- اكتشف نفسك لتكتب باستقلال و تميز و إبداع لأن كثرة التقليد تجعلك قصير مدة العطاء و الاستمرار .
- انتق الألفاظ السلسة .
- اقتنع بما تكتب و اختر مواضيع جذابة .
- إقرأ لغيرك ممن كتبوا الخواطر لتزداد خبرة و قوة و تمكن .
- احذر الأخطاء الإملائية الشائعة والخفية .
أعزائي ممن يمتلكون حسابات في تويتير و الفيس بوك .. جاء دوركم الآن لكتابة أجمل الخواطر …
القراءات :3934
العليقات (1)
13 أغسطس 2011 الساعة 2:32 م
خطوات وشروح قيمة ..
دمت ..