هل يمكن تعلم التمثيل ؟
كان سائدا عند القدماء و المحدثين مقولة بأن ” الممثلين يولدون لا يصنعون” ، وهناك مقولة أخرى ” إن الوافد الحديث ولد موهوبا على عكس الآخرين ” و هو قول مقنع ولكن ما الموهبة وهل يولد الممثل على شاكلة تختلف عن بقية البشر ؟! و إذا كان الممثلون من طبقة مختلفة فأين يقع جوهر الإختلاف ؟
ولكن على العموم يوجد هناك رأيان مختلفان في مسألة صنع الممثل :
الرأي الأول يرى أصحابه أن الممثل يولد ممثلا و أن المسألة كلها موهبة فهم هنا يلغون فكرة تعلم التمثيل ، بينما يرى الرأي الآخر أن التمثيل مثله كبقية الفنون في حاجة إلى التدريب والتعليم.
هل التمثيل إحساس أم لا ؟
تنقسم نظريات التمثيل الفعلية إلى مدرستين أساسيتين :
1ـ المدرسة الحرفيةالآلية:
و تتجه إلى تناول المشكلة من الظاهر و التشديد على استخدام الجسم و الصوت و الإيماءة و النبرة و التقاليد و الأساليب الحرفية.
2ـ المدرسة النفسية أو الإبداعية:
و تتجه إلى تناول المشكلة من الداخل والتأكيد على عناصر من نوع الفهم و الدافع و المخيلة و الغرض و الإنفعال.
و لكن ما هو موقف معلمي التمثيل والمسرح من هذين المدرستين ؟
بالرغم من أن الكثير من المعلمين يفضلون الإبتداء بالحرفية إلا أنهم في أغلب الأحيان يتصدون للدوافع و المسببات الإنفعالية قبل إنتهاء فترة التدريب ، فمنطق الأشياء يؤكد لنا في التحليل النهائي أنه لا أهمية لإحساس الممثل وعدمه إذا لم يحرك أحاسيس الجماهير .
فنصل الآن إلى نتيجة نهائية حتمية ترضي جميع الآراء و هي ضرورة إجتماع عاملي الموهبة و التدريب لصنع ممثل ناجح.