هكذا تنهمر الأفكار كالمطر في ليلة شتوية، تُلقى ببساطة وكأنها وحيٌ لا يعترف بالمستحيل. تُطرح الحلول وكأنها تُسكب من كؤوس الحكمة المطلقة، خالية من أي عيوب، جاهزة لتغيير العالم.
لكن ما إن تبدأ رحلة التنفيذ، حتى تتبدى الحقيقة بكل ثقلها؛ تتعثر الأفكار في دهاليز الواقع، وتتكدس التفاصيل التي لم يحسب لها حساب، فتتحول الفكرة البسيطة إلى معضلة معقدة تُرهق كل من حاول الاقتراب منها.
وهنا، في لحظة الانهيار، يظهر النقاد ببراعة، يجلسون على عروش الكمال، ويُعيدون صياغة السيناريو المثالي كما لو أنهم كانوا على دراية بكل الحلول، متجاهلين أن كل سهامهم تُصوّب فقط نحو من حاول، لا نحو من اكتفى بالحديث!
لفتة: الصورة التقطتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب.