محمد شاكر جراغ

محمد شاكر جراغ. كاتب، ناشر، صانع أفكار ومحتوى، ورائد أعمال في المشاريع الإبداعية التربوية والثقافية.

وصفات معالي الوزير

من أخبارِ الأزمانِ الماضية الغابرة.. يحكى أنّ رجلًا ضاق باسمِه المفرد! فأراد نداءً يسبقه: يا معالي الوزير. سعى في طلب السِّر حتى دُلَّ على شيخ في قمة جبل منسيّ، شيخ عُرِفَ بين أهل البلاط بوصفات الملوك والوزراء. تهيّأ بطقوس مُحكمة: اغتسل قبل السَّحَر، وأمسك لسانه، وأوقد قنديلاً واحداً، ثم خط الوصفة بحبر داكن على رَق قديم مُشمَّع. لمّا اكتمل السَّحَرُ […]

Loading

وصفات معالي الوزير Read More »

نصيحة.. لا تنشر كتابك بالذكاء الاصطناعي!

أنا كاتب قبل أن أكون ناشراً، وخبرتي علمتني أن الغلاف قد يلفت النظر، وعدد الصفحات قد يثير الفضول، لكن ما يدفع القارئ لاقتناء الكتاب فعلًا هو الثقة بالاسم على الغلاف، فالقارئ يفتح الكتاب وهو مؤمن بأن وراءه إنسانًا مسؤولًا، يعرف ماذا يقول ولماذا يقوله، ويقف أخلاقيًا وقانونيًا خلف كل سطر. الكتاب ليس ملفًا مطبوعًا فحسب؛ هو

Loading

نصيحة.. لا تنشر كتابك بالذكاء الاصطناعي! Read More »

عودة ماروكو – وعد الطفولة الذي لا يشيخ

أكتب هذه السطور بصفتي كاتبًا وناشرًا مهتمًا بأدب ومحتوى الطفل، وبعينٍ مهنية تُفتّش دائمًا عن القصص التي تعيش طويلًا لأن فيها صدقًا وتجربةً إنسانية قابلة لإعادة الاكتشاف. “ماروكو الصغيرة” واحدة من هذه القصص القليلة، هي ليست مجرد نوستالجيا تلفزيونية؛ إنها نموذج متكامل لكيف تُصنع اليوميات البسيطة كملكيّة فكرية حيّة، تتسع للأجيال والأسواق والثقافات. من المانغا

Loading

عودة ماروكو – وعد الطفولة الذي لا يشيخ Read More »

بوصلة اختيار كتاب الطفل – معيار سريع

اختيار كتابٍ للطفل ليس شراءَ غلافٍ؛ إنّه تحديدُ اتّجاه. الكتابُ الجدير يبدأ بنصٍّ صادقٍ رقيقِ الإيقاع، ولغةٍ تلامس الأذن قبل السبّورة، وخيالٍ يفتح النوافذ ويحفظ المعنى، وصورةٍ تؤازر الحكاية بدلًا من منافستها، وحبكةٍ تُعلِّم من غير وعظٍ وتوقّر ذكاء الطفل. معيارٌ سريع بخمسة أسئلة: هل يوقظ الفضول؟ يصون الفطرة؟ يوسّع القاموس؟ يقدّم إنسانًا متنوعًا بعيدًا

Loading

بوصلة اختيار كتاب الطفل – معيار سريع Read More »

اعتراف مهني

أبدأ بحماسٍ، أتعثّر قليلًا، أبتسم، أعدّل، ثم أمضي. هكذا تنمو المبادرات: فكرةٌ واضحة، كثيرٌ من الصبر، وذُرّةُ تواضع. أفشل مبكّرًا لأتعلّم أسرع، فأعود أدقَّ وأقوى. الخطةُ مسوّدةٌ كريمة، والواقعُ محرِّرٌ صارم؛ وما نُداومُ عليه صغيرًا يبني الكبير.

Loading

اعتراف مهني Read More »

القصص التي يختارها الأطفال وتخشى منها عقول الكبار!

في عالم أدب الطفل، حيث تتقاطع الأحلام الصغيرة مع تصوّرات الكبار، يبقى سؤالٌ جوهري يطرق أبواب كل من يعمل في هذا المجال: من يملك حق رسم معالم القصص التي يقرؤها الأطفال؟ هل الطفل فعلاً هو صاحب الحلم وصانع الخيال في كتابه، أم أن الكبار—كتّابًا وناشرين ومربين—هم من يختارون له عالمه ويضعون حدود مغامرته؟ هذه القضية

Loading

القصص التي يختارها الأطفال وتخشى منها عقول الكبار! Read More »

حكايات الطوابير

في تمام الثامنة صباحًا، كان مركز الأبحاث في أقصى الأرض يستعد لتسلُّم تقريره اليومي من القمر الصناعي “عين السماء“، إذ اعتاد العلماء أن يتلقّوا بيانات مبوبة وصورًا مرقّمة: تغيّرات المناخ، حركة التيارات، خطوط الشحن، ودفقات الضوء المنسكبة على وجه الأرض. لكن في ذلك اليوم، حدث أمر لم يتوقّعه أحد! ظهر على الشاشة سطر واحد: “حكايتان

Loading

حكايات الطوابير Read More »

صرخة

جاءت الجثة الأخيرة قبل الفجر بقليل، ملفوفة بقماش خشن، لا يحمل علامة، طفلة لا تتجاوز الخامسة، نحيلة كعود قصب، قدماها حافيتان، وثمة جرح مائل على خدها الأيسر، كأنه خُطّ بظفر من نار. بدأت الطبيبة العمل كما اعتادت، قلبها لم يكن في صدرها، بل في دفترها، وعقلها لا ينظر إلى الجسد، بل إلى التقرير الذي ينبغي

Loading

صرخة Read More »

كيف نعيد إحياء كتب الأطفال الدينية؟ نحو أدب ديني مشوّق قريب من قلب الطفل

لا أخفيكم سرًا، منذ بداياتي كطفل صغير في بيت محافظ كنت أحمل في حقيبتي المدرسية كتابًا صغيرًا عن قصص الأنبياء، كانت حكاياته مشوقة في وقتها، أو على الأقل هذا ما كنت أظنه، لكن مع الوقت، ومع تراكم الخبرة في مجال النشر واحتكاكي بأجيال متلاحقة من الأطفال، بدأت أطرح على نفسي سؤالًا بسيطًا: لماذا لم يعد

Loading

كيف نعيد إحياء كتب الأطفال الدينية؟ نحو أدب ديني مشوّق قريب من قلب الطفل Read More »

تحت القصف

كانت السماء في تلك الليلة ترتجف بين صوت القذائف وأزيز الطائرات، ولم يكن لأحد أن يميز بين دمعة وقطرة مطر، فقد اختلطت كل الأشياء في ذلك الركام الموحش. في ركن مهجور، كانت عائلة صغيرة قد تجمّعت، يحتمون ببقايا جدران منزلهم المهدم. أصوات الأطفال تصارع الجوع، عيون الأمهات تحمل سؤالًا أبديًا دون إجابة، والآباء يحدقون في

Loading

تحت القصف Read More »

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على مهن النشر؟!

لا يمرّ أسبوع هذه الأيام دون أن نسمع عن أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تهدد بإعادة تشكيل سوق العمل، خاصة في المجالات الإبداعية، وبدأ السؤال يتردد بقوة في الأوساط الثقافية والمهنية: هل ستُمحى مهن مثل الكتابة، التحرير، التدقيق، والرسم من خارطة المستقبل القريب؟ أم أن الذكاء الاصطناعي ليس إلا أداة بيد الإنسان، شأنه شأن الطباعة والكاميرا

Loading

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على مهن النشر؟! Read More »

البودكاست الأول.. والأخير!

لم تكن بارعةً في الابتكار، لكنها كانت بارعةً في التجميل! تجميل الأفكار..تجميل الحكايات.. تجميل ذاتها. وفي زمنٍ تُشترى فيه الصورة قبل الفكرة، أتقنت سرقة الضوء! لم تصنع شيئًا، لكنها ظهرت كأنها صنعت كل شيء! أعادت تشكيل أفكار الآخرين، وقدّمتها بلمعة تسويقية بارعة، حتى باتت تُلقَّب بـ”صوت الجيل“. انتشرت.. ارتفعت.. صدّقها الناس، ثم دُعيت إلى برنامج

Loading

البودكاست الأول.. والأخير! Read More »

بين البهرجة والخيال أين يقف مسرح الطفل اليوم؟

من يراقب واقع مسرح الطفل في الكويت تحديدًا، يلحظ حالة من التذبذب ما بين التجارب الجادة التي تحاول تقديم محتوى نوعي، وتجارب أخرى يغلب عليها الطابع التجاري، وتكتفي بإبهار الطفل دون أن تلامس وعيه أو وجدانه، وإن كانت هذه الثنائية ليست جديدة على أي نوع من الفنون، فإن خطورتها في مسرح الطفل تتضاعف، لأن الجمهور

Loading

بين البهرجة والخيال أين يقف مسرح الطفل اليوم؟ Read More »

السحب الوهمي

لم يكن من أولئك الذين يُعرَفون بالأسماء، بل أولئك الذين يُكتفى بوصفهم هاكرز عالمي، يمضي عمره في ملاحقة الظلال الرقمية، لا يثق بشيء سوى الصمت، ولا يطارد إلا الأنظمة التي تزعم الطهارة. في مساءٍ رماديّ من شتاءٍ أوروبيّ متوتر، استوقفه خبر صغير، عابر كتنبيهٍ باهت: منصة رقمية في دولةٍ خليجية، تدير سحوباتٍ عامةً يُفترض أن

Loading

السحب الوهمي Read More »

كيف تبرر مخالفة التجول بلا مبرر؟!

صدر قانون المرور الجديد مؤخرًا، ويتضمن مخالفة غريبة ومثيرة للجدل وهي: «التجوّل بالسيارة داخل المدن دون مبرّر عقوبتها بين 30 و50 دينارًا»، والحقيقة أن هذا القانون جعلنا نفكّر مليًا قبل تشغيل السيارة والتمشّي دون هدف واضح. ولأنني شديد الحرص على راحة المواطن الكريم ومسؤولي المرور الأعزاء، إليكم 10 مبررات (ربما تكون مقنعة) يمكنك استخدامها إذا

Loading

كيف تبرر مخالفة التجول بلا مبرر؟! Read More »

كيف تستخدم تركيا قطاع النشر لتعزيز مكانتها الثقافية عالميًا؟

في السنوات الأخيرة، عززت تركيا مكانتها في قطاع النشر على المستوى الدولي، مدفوعة بمبادرات حكومية وخاصة تهدف إلى تصدير الأدب التركي وترجمة الأعمال الأجنبية إلى التركية، ويعكس هذا التوجه رغبتها في استخدام الثقافة كأداة للقوة الناعمة، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في المشهد الثقافي العالمي، وتعتبر المبادرات الثقافية التركية في قطاع النشر أحد أهم الأدوات التي

Loading

كيف تستخدم تركيا قطاع النشر لتعزيز مكانتها الثقافية عالميًا؟ Read More »

أطلال عائلة

لم يكن بيت آل غابر منزلًا، بل مسرحًا للمآسي، جدرانه تخفي أسرارًا ثقيلة، وأركانه تئن تحت وطأة الذنوب! في الزاوية، جلست مها بجسدها الضامر، تتلمس أثر الكدمات على معصمها، تذكر الليلة التي عاد فيها طارق مترنحًا من أثر الخمر، همس لها بأشياء جعلت دمها يتجمد، ثم خرج تاركًا رائحة الكحول والدمع! في الغرفة المجاورة، كانت

Loading

أطلال عائلة Read More »

لو كنت صاحب القرار: كيف سأنهض بمبادرات الكويت عاصمة الثقافة العربية؟

مع اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية 2025، نحن أمام لحظة تاريخية تحمل في طياتها مسؤولية كبيرة وفرصة ذهبية لتقديم الكويت كمنارة ثقافية مشرقة في محيطها العربي، ولو كنتُ مسؤولًا عن هذا الملف، فإني أرى أمامي آفاقًا واسعة لتجديد الحراك الثقافي في البلاد، بما يلبي تطلعات الأجيال الجديدة، ويعكس عمق التاريخ الكويتي وثقافته العريقة: 1. إعادة

Loading

لو كنت صاحب القرار: كيف سأنهض بمبادرات الكويت عاصمة الثقافة العربية؟ Read More »

رابح المليون دينار

الليل يرخي سدوله، والطرقات تكتسي بثوب السكون، إلا من ضوء المصابيح المتراقص فوق الأرصفة الخالية، خُطى متثاقلة تقترب من جهاز الصراف الآلي، يدٌ تُخرج بطاقة مصرفية من محفظة أنهكها الاستعمال، أصابعٌ تضغط الأزرار بآلية رتيبة، ورقمٌ سري يُدخل، لم يكن ما تبقى في الحساب كثيرًا، لكنه يكفي لسداد الإيجار الشهري. تصدر الآلة همهمة رتيبة، تبتلع

Loading

رابح المليون دينار Read More »

إلى أين يذهب دمي؟!

يُقال أن التبرع بالدم هو قمة العطاء الإنساني، بل هو فعلٌ نبيلٌ يحمل في طياته رسالة حياةٍ للآخرين، فهو لا يُنقذ الأرواح وحسب، بل يعزز الترابط الإنساني، ويمثل لمسةً من الرحمة والعطاء غير المشروط. لكن وسط هذا العمل الجليل قد يتبادر إلى الذهن سؤالٌ بسيط لكنه قاتل للمعنويات: إلى أين ومن يذهب دمي بالضبط؟! فعندما

Loading

إلى أين يذهب دمي؟! Read More »