في غابة يسودها النظام والعدل، حكم الأسد الملك بيد قوية، فكان الجميع يعيشون في سلامٍ وطمأنينة.
لكن مع مرور الأيام، أُصيب الأسد بشغف التوسع والسيطرة، فبدأ يستولي على الأراضي ويعبث بالقانون بما يخدم مصالحه، لينهب الموارد، مما أثار سخط الحيوانات كافة.
استغلت الضباع والثعالب هذا الغضب العام، وتآمروا مع كل الحيوانات للإطاحة بالأسد، فبعد أن طردوه من العرش، فرّ هاربًا، واختاروا الحمار ملكًا عليهم، معتبرين إياه رمزًا للسلام والعدالة.
لكن، لم يكن هذا القرار حكيمًا! سرعان ما استغلت الثعالب غباء الحمار، وأجبرته على اتخاذ قرارات عشوائية، فارتفعت الأضرار على الحيوانات، بينما استولت الضباع على المقدرات وسلبت الجميع قوتهم.
نتيجة لذلك، نشبت حرب ضارية بين الضباع والثعالب لا تنتهي، وانقسمت الحيوانات فيما بينها، تتسابق على نهب ما تبقى من الثروات.
وفي حين كانت الغابة تغرق في الفوضى، حلق غراب فوقها، فاستوقفته الطيور وسألته عن ما الذي حدث؟ فأجاب الغراب بابتسامة ساخرة: ربما حان الوقت ليفهم الجميع أن ما حدث ليس تحولًا، بل مجرد تغيير في الطريقة التي نُنهب بها!