لم يكن بيت آل غابر منزلًا، بل مسرحًا للمآسي، جدرانه تخفي أسرارًا ثقيلة، وأركانه تئن تحت وطأة الذنوب!
في الزاوية، جلست مها بجسدها الضامر، تتلمس أثر الكدمات على معصمها، تذكر الليلة التي عاد فيها طارق مترنحًا من أثر الخمر، همس لها بأشياء جعلت دمها يتجمد، ثم خرج تاركًا رائحة الكحول والدمع!
في الغرفة المجاورة، كانت الأم تنتظر خروج زوجها المتأخر لتفتح بابها لشابٍ عشريني، لم يكن حبًا، بل كان كلٌّ منهما يبحث عن شيء آخر..هي تبحث عن الانتقام، وهو يبحث عن المال والشهوة!
أما فيصل، فكان ينظر إلى الفراغ كأنما يحاول محوه، لكن صورة والدته بين ذراعي عشيقها التصقت بذاكرته كندبة لا تزول! لم يصرخ، لم يواجهها، بل غرق في المخدرات حتى فقد ذاته!
في المطبخ، كانت الجدة تهمس بكلمات غامضة وسط شموع خافتة، تراقب طلاسم منقوشة على جلد قديم، وتنفث أنفاسها الثقيلة على أوراق محترقة، تنفذ وصية جارتها العجوز التي أخبرتها أن السحر وحده قادر على إخفاء عار العائلة، تخلط الرماد بدم طائر مذبوح، تكتب أسماءهم بحبر أسود، تحاول أن تطمس الحقيقة، أن تمحو الخطايا بالسحر، لكن اللعنات لا تُمحى… بل تتفاقم.
في تلك الليلة، اجتمعت العائلة، ليس للصلح، بل لتبادل اللعنات والصراخ. زوجة الابن وقفت ممسكة بسكين، تهدد بالانتحار! بينما زوجها يضحك بجنون: ما راح أخليج تعيشين..راح أفضحج! وفي لحظة طيش، دفع الطاولة بتهور، فاصطدمت بشمعة مشتعلة، سقطت على السجاد، وسرعان ما امتدت ألسنة اللهب نحو الستائر، لتبدأ النيران بابتلاع المنزل وسط صرخاتهم المذعورة!
في أقل من دقائق، كان البيت يغرق في الدخان، مها تحاول الفرار، الأم تبحث عن ماضيها بين الرماد، وفيصل يركض نحو الباب… لكنه يراها. الجدة، واقفة وسط اللهب، تبتسم،كأنها تنتظر هذه النهاية منذ زمن..!
ثم انطفأ كل شيء!
صمت…!
شاشة سوداء..!
ثم ظهرت عبارة براقة:
تابعوا معنا في شهر رمضان .. أطلال عائلة… مسلسل دراما اجتماعية جريئة!