وقف أمام الحشد في ندوة عن أهمية القراءة، كأنه يحمل الحقيقة المطلقة، وقال بثقة مستعرضة: القراءة قديمة… من لديه وقت للكتب اليوم؟!
ما الفائدة من قراءة الكتب؟ العالم كله تحول إلى الإنترنت.
نحن في عام 2024، في عصر الذكاء الاصطناعي.
لماذا نضيع الوقت على الورق ونحن في زمن السرعة؟!
نحن الآن في زمن المرئي والمسموع لا المقروء!
كانت كلماته كسياط تدوي في القاعة الهادئة، بينما تبادل الحضور نظرات متفاجئة، كأنما يتساءلون إن كان جريئاً أو جاهلاً!
عندها، تقدم أحدهم بخطوات بطيئة، وألقى عليه نظرة مزيجها الفضول والاستفهام، ثم سأله بلطف مشوب بالسخرية: ومتى كانت آخر مرة قرأت فيها شيئاً؟
للحظة، ارتبك المتحدث، وتلعثم وهو يحاول الحفاظ على قناع الثقة، ثم استعاد ابتسامته المتوترة وقال: في الحقيقة… كانت قبل خمس سنوات قرأت كتاب “كيف تجيب إجابات الخبير بلا خبرة”.
عاد إلى مقعده بخطوات واثقة، كأنما كل شيء يسير وفق خطته، وما إن جلس، حتى أخرج هاتفه بطمأنينة وبدأ بتصفح مقاطع فيديو سخيفة عن تحدي “رقصة الدجاج”!