الكتب المستعملة والمقروءة هي تلك التي خضعت للتصفح والقراءة سابقًا، ولكنها غالبًا ما تجد نفسها مهملة على الرفوف بعد الانتهاء منها، فقد يشعر البعض بعد قراءتها بأنهم قد اكتفوا من محتواها ولا حاجة لهم بها بعد الآن، لكن هذا لا يعني أن تلك الكتب لا تزال ذات قيمة، في الواقع.. يمكن استثمار الكتب المستعملة بطرق متعددة تساهم في استفادة الآخرين وتخفيض التكاليف المالية، فما هي الخيارات المتاحة بعد القراءة؟
“جدد قيمتها بعد قراءتها”
1. التبرع بالكتب: من أسهل الطرق وأهمها للتعامل مع الكتب المقروءة هي التبرع بها، ويمكن التبرع بالكتب إلى المدارس، المكتبات العامة، الجمعيات الخيرية أو حتى المستشفيات، فقد تكون هذه الكتب مصدر إلهام للقراء الجدد أو تتيح للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء الكتب فرصة للحصول عليها، إنها طريقة رائعة لنقل المعرفة والقصص إلى آخرين قد يحتاجون إليها.
2. بيع الكتب المستعملة: بع كتبك للآخرين بسعر رمزي، وهناك العديد من المحلات التجارية والمتاجر الإلكترونية التي تشتري الكتب المستعملة، إن بيع الكتب ليس فقط طريقة للحصول على بعض المال، بل أيضًا وسيلة لضمان إعادة استخدامها من قبل أشخاص آخرين، هذا الخيار مثالي لأولئك الذين لا يريدون الاحتفاظ بالكتب بعد قراءتها ولكن في الوقت نفسه يرغبون في استفادة مالية صغيرة.
3. إعارة الكتب: إذا كنت لا تريد التخلص من الكتب تمامًا، يمكنك إعارتها للأصدقاء والعائلة، قراءة الكتب بين الأصدقاء أو أفراد العائلة تخلق بيئة تشجيعية على القراءة وتعزز التواصل الفكري، بهذه الطريقة، يبقى الكتاب في دائرة الاستخدام دون أن يظل قابعًا على الرف.
4. إعادة تدوير الكتب: في حالة كانت الكتب قديمة جدًا أو تضررت إلى حد لا يسمح بإعادة استخدامها، يمكن التفكير في إعادة تدويرها. تتوافر مراكز متخصصة لإعادة تدوير الورق حيث يمكن تحويل الكتاب إلى مواد جديدة مفيدة، إعادة التدوير ليست فقط عن الحفاظ على البيئة، بل هي فرصة أيضًا لإعطاء الكتب حياة جديدة بطريقة غير تقليدية، إنها طريقة ممتازة للاستفادة من الكتب التي فقدت قيمتها الاستهلاكية، وتحويلها إلى شيء مفيد وجميل.
5. إنشاء مكتبة خاصة: إذا كنت من عشاق القراءة ولا تريد التخلص من كتبك المقروءة، يمكن أن تكون فكرة إنشاء مكتبة شخصية أو مكتبة مصغرة أو رف صغير في مكان عملك أو منزلك، هذه المكتبة ستتيح لك الاحتفاظ بالكتب المفضلة لديك للرجوع إليها في أي وقت، وقد تجعلها ملهمة للآخرين للقراءة.
6. عمل مشاريع فنية كديكورات أو لوحات فنية: الكتب المستعملة يمكن أن تكون مصدر إلهام لعمل مشاريع فنية مبتكرة، يمكن تحويل الكتب القديمة إلى ديكورات منزلية جميلة أو حتى لوحات فنية تُعلق على الجدران، هذه المشاريع لا تقتصر على إعادة استخدام الكتب بشكل عملي بل تضيف لمسة إبداعية وفنية تساهم في تجميل المكان.
7. الاحتفاظ بها كاستثمار طويل الأجل: أعرف شخصًا باع نسخة قديمة من مجلة ورقية بسعر يقارب 800 دولار رغم أنه اشترى هذه النسخة قبل 18 عامًا بسعر لا يزيد عن دولارين فقط! لأنها أصبحت قطعة “أنتيك” نادرة. فإذا كنت تجد أن الكتب التي قرأتها تحمل قيمة تاريخية أو فكرية خاصة، يمكن أن تكون فكرة الاحتفاظ بها لفترة طويلة استثمارًا جيدًا، مع مرور الوقت، قد تكتسب هذه الكتب قيمة إضافية، خاصة إذا كانت من الطبعات القديمة أو إذا كانت تحمل توقيع المؤلف، ويمكن أن تصبح هذه الكتب جزءًا من مجموعة قيمة قد تزيد قيمتها مع مرور الزمن.
الكتب المستعملة لا يجب أن تُعتبر مجرد عنصر مستهلك، فهي تحمل قيمة معرفية وثقافية يمكن أن تواصل تأثيرها من خلال التبرع، البيع، الإعارة أو حتى تحويلها إلى مشاريع فنية أو عملية، بطرق متنوعة يمكننا أن نضمن استمرار حياة الكتاب بعد أن تنتهي قصته مع قارئه الأول.
