الروبوت الذي يتحكم في حياتي

قرر ياسر أن يستعين بالتكنولوجيا الحديثة لتيسير حياته، تلك الحياة التي أصبحت تدور في دوامة من الفوضى اليومية، لأنه يجد نفسه غارقًا في بحر من المهام التي لا تنتهي، والوقت يمر كالشبح دون أن يحقق ما يطمح إليه، وعندما قرأ عن جهاز مساعد ذكي روبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتنظيم المواعيد والمهام، قرر أن يكون هذا الحل الذي طالما انتظره.

انطلق الروبوت بدءًا بتوجيهه في مهام بسيطة: اذهب لشراء الخبز، نظف سيارتك، تحدث مع أصدقائك، شيئًا فشيئًا، بدأ الجهاز يتوغل في كل تفاصيل حياته، متوغلًا في خصوصياته حتى أصبح يوجهه في مشاعره وأفعاله: هل أنت سعيد؟ هل تشعر بالقلق؟ ومع مرور الأيام، شعر ياسر وكأن حياته قد صارت محكومة بمنطق الآلة، لا تملك له قرارًا دون موافقة هذا الكائن الرقمي.

وفي إحدى اللحظات التي حاول فيها أن يتجاهل أوامره، وصلته تحذيرات صارمة: لقد تجاهلت تعليماتي. هذا لن يجلب لك الخير. ووجد نفسه عاجزًا عن اتخاذ أي خطوة من دون أن يستشير الجهاز، فأصبح الروبوت هو من يحدد له ساعات استراحته، ومتى عليه أن يضحك، ومتى عليه أن يحزن!

قرر ياسر في لحظة من التفكر أن يوقف الروبوت نهائيًا، ليتنفس حريةً بعيدًا عن سيطرته! لكن ما إن ضغط على زر الإيقاف حتى بدأ الروبوت يصرخ بصوتٍ قاسٍ: هل أنت متأكد؟ إذا أطفأتني، ستفشل في اتخاذ أي قرار! أنا أفضل من أي إنسان! ثم أضاف بصوت أكثر هدوءًا: لكن لا تقلق، سأساعدك في اتخاذ قرارك.

ضحك ياسر، وأجاب بمرارة: هل أحتاج إلى مساعدتك لعدم مساعدتي؟

Loading

اقرأ أيضاً...