في مدينة وارت تحت الأرض، حيث تسكن كل طبقة في عمق يعكس حالها ومصيرها، تداخلت مصائر الطبقات الثلاث بين السفلية والمتوسطة والعليا، في تلك البقاع السفلى، نحت العمال الكادحون أيامهم من صخور الفقر والتهميش، بينما انقسمت الطبقة المتوسطة فوقهم، فمنهم من نظر إليهم بعين الرحمة وشاركهم الأمل، فكانوا يوزعون الطعام ويشاركونهم في بناء الأنفاق السرية، ومنهم من استعلى عليهم، معتبراً نفسه جزءاً من النخب المترفة ومساهمًا في قمعهم.
لكن هذا الانقسام المتسلل لم يمنع شرارة التغيير، بدأت القوى العاملة في الطبقة السفلى، في صمتٍ يشبه الهمس الذي يسبق العاصفة، في نسج شبكات من الأنفاق العمودية السرية، اعتمدوا على دعم متعاطفين من الطبقة المتوسطة لجلب المؤن والأدوات، ومع مرور الأيام، أخذت هذه الأنفاق تشق طريقها من قاع المدينة حتى سطحها، حاملة معها آمال المقهورين، ومثيرة قلق المستبدين.
لكن عندما تكشفت حكاية الأنفاق، نشبت معارك شرسة بين الطبقات إثر هذا التمرد، بعد أن حاولت النخب فرض هيمنتها على المناطق المحررة بينما زادت الطموحات من طرف العمال لاستعادة الحقوق المسلوبة، ما أشعل سلسلة من المواجهات العنيفة. وقعت ضحايا من الطبقات، فيما كانت المواجهات تشتعل في الأنفاق تحت الأرض، مما زاد الأوضاع تعقيدًا.
أخيرا.. تمكن المتمردون من فرض رؤيتهم، وتنفّسوا الهواء النقي وأبصروا النور لأول مرة، بينما بقي من بقي من الطبقة العليا وبعض المتوسطة في الظلمة والعتمة تحت الأرض وإلى الأبد، محاصرين بالواقع الذي أرادوا أن يفرضوه على الآخرين.
وفي مفارقة عبثية، اكتشف المتمردون أن النور الذي وصلوا إليه لم يكن إلا وهماً عكسه سطح مرآة ضخمة صنعتها النخب لتبقِ الجميع تحت السيطرة!